سندويشة مهسا

كان قد تكرر عدة مرات أن تبقى مهسا جائعة واستمر اختفاء سندويشتها التي كانت تعدها أمّها لها كل صباح وتضعها في حقيبتها لعدة أيام. فكرت بينها وبين نفسها في عالمها الطفولي: «لا يجب أن أخبر أمي بأي شيء، لأنها لو تعلم سوف تتشاجر معي». كانت السيدة تملي الإملاء حين سُمع صوت سقوط قلم رصاص على الأرض وانحنت الفتاة الجالسة في المقعد الخلفي للأسفل لتُحضره فرأت مهسا يداً بكمٍّ وردي اللون تمتد داخل حقيبتها وأخذت السندويشة، ففهمت مهسا سبب اختفاء سندويشتها من حقيبتها.

 أرادت أن تشاجرها أو تخبر المعلمة؛ لكنها لم تقل شيئًا وبقيت ساكتة. مساءً على مائدة العشاء شرحت الأمر لوالديها. قالت الأم: «لقد کانت ردة فعلك جيدة جدًا أنكِ التزمت الصمت ولم تقومي بفضح أمرها كما أنَّ طرحك للموضوع معي ومع أبيكِ عمل جيد للغاية. إذ ليس على الولد أن يخفي شيئًا عن أبيه وأمه فمهما جرى يبقى الوالدين هما بيت أسرار أطفالهم».

 بعد العشاء، قال والد مهسا: «منذ عامين تقريباً، ذهبنا إلى السوق ومن هناك ذهبنا لإحدى المطاعم الموجود لتناول طعام الغداء وطلبنا جميعنا الأرز مع اللحم. حين أحضروا الطعام، رأينا أن هناك سيخًا من الكباب المشوي مضاف إلى طعامنا. قلتُ: لم نقم بطلب الكباب المشوي. قال النادل مبتسماً: يبدو وكأنكم تأتون إلى هنا للمرة الأولى! فمن عادتنا وضع سيخ كباب مجاني مع كل طلب. أصبح لدي فضول لمعرفة السبب فطلبتُ رؤية مدير المطعم بعد تناول الطعام. جاء رجل كبير في السن حسن الأخلاق وجلس بجانبنا وبدأ بالحديث قائلاً: عملتُ كصانع منذ أن كنتُ في العاشرة من عمري في السوق في محل لبيع السجاد وكان عليَّ أن أذهب كل يوم عند الظهيرة لأحضر طعام الغداء للأستاذ. كنتُ أحضر طعام غدائي من المنزل وأما الأستاذ عادة ما يطلب الكباب من المطعم. وكنتُ كل يوم أشتم رائحة الكباب مع الأرز طوال الطريق حتى الغرفة وكان يكاد يُغمى عليّ من الرائحة اللذيذة، ولم يكن الأستاذ يقوم بتقديم ولو لقمة كباب لي! في أحد الأيام لم أستطع منع نفسي فأكلتُ القليل منه.

 انتبه الأستاذ وقام بضربي بشدة.حين  وصل الخبر إلى صاحب محل الكباب أصبح منذ اليوم التالي كلما ذهبتُ لإحضار الغداء يعطيني سيخ كباب إضافي لي لآكله في الطريق. بعد سنوات أكرمني الله وأصبحتُ أنا نفسي صاحب مطعم فصرتُ أمنح زبائني سيخًا إضافيًا كرمة لروحه لربما جاء صانع آخر ليشتري كباب لأستاذه».

في صباح الیوم التالي، أعدَّت والدة مهسا سندويشتين وأعطتها لها وقالت: «عزيزتي، ضعي واحدة من هذه السندويشات في أسفل حقيبتك كي تأكليها أنتِ وضعي الأخرى كالعادة في مكانها لتأخذها صديقتكِ وإياكِ أن تقولي لها شيئاً وتقومي بإحراجها!»

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.