شهر عسل

کانت المرأة تبكي بینما رافقوا العروس والعريس إلى المطار. كانت تتذكر ابنتها أثناء الطريق، سلوكها اللطيف في مرحلة الطفولة وعنادها في مرحلة المراهقة ومصاعب ومشقات الأمومة.

تمتمت قائلة: «أتمنى أن تدرك أنَّ كلّ الصرامة خلال مرحلة مراهقتها كان من باب الرحمة والمحبة». فقال الرجل: «ما هذا التفكير! بالتأكيد أنها ستفهم. تدين ابنتك في سعادتها لجهودك الصارمة معها». حين وصلوا للمنزل كان قد حان وقت صلاة الصبح. ذهبت المرأة بعد الصلاة لتضع ملابسها ومجوهراتها في الخزانة. كانت الخزانة مفتوحة وليس هناك أثر لصندوق مجوهراتهم وأموالهم. نادت على زوجها بخوف. بحثا في أرجاء المنزل. فوجوا أنَّ اللص قد أخذ كل ماله قيمة في المنزل.

بينما يحاول الرجل تهدئة زوجته قال: «من فضلكَ لا تخبري أحداً فتجعلي ضيقنا مضاعفاً. لقد أخذوا ممتلكاتنا، وسيتوجّب علينا منذ الغد أن نتحمل اللوم وأسئلة واستجواب الجيران».

 قبلت المرأة التي وثقت بحکمة زوجها وخبرته؛ لكنها لم تنم حتى الصباح.

لقد ولّد غياب ابنتهم عن المنزل فراغاً كبيراً. كانت تنفض الغبار عن غرفة الفتاة كل صباح وتقوم بتغيير ترتيب أثاث غرفتها وتغرق في النظر لألبوم الصور القديمة. كان يذهب الرجل إلى عمله طوال اليوم؛ لكنه لايغيب عن ذهن زوجته ولا لحظة.

عاد في أحد الأيام عصراً للمنزل وهو يحمل معه بعض أصص الورد وبعض علب البذور. رتّب الأصص على الشرفة. نادى زوجته وقال مبتسماً: «من الآن فصاعداً سأقوم بزراعة ورود الزينة وأقوم بإنتاج الخضراوات العضوية». وحسبتها أنني إذا قمت بالبيع لعائلتنا وجيراننا فقط، فسوف أكسب أكثر من المديرية». ضحكت المرأة وقالت: «بالطبع فلم تعد هذه شرفة بل أصبحت مزرعة». وضحکا معًا.

بدأت المرأة منذ تلك الليلة بزراعة البذور. وبعد يوم أو يومين، كان الرجل يقف في طابور الخبز عندما ألقى عليه أحد الشبان الذي كان قد رآه سابقاً وأجابه الرجل. فسأله الشاب عن أحواله وقال: «هل صحيح أنه تم العثور على سارق بيتك؟» قال الرجل: «نعم، الحمد لله». استغرب الشاب وقال: «إيه! من كان؟» عقد الرجل حاجبيه وقال: «أنت هو» وأمسك بيده بقوة.

 حين انتبه سكان الحي ساعدوه وسلّموه للشرطة. وأثناء ضبط الشكوى سأل الشاب: «كيف عرفتني؟»، فقال الرجل: «في تلك الليلة اكتشفت أن اللص الذي اقتحم منزلنا ليس غريباً جداً ومن الواضح أنه كان يراقبنا ولم نخبر أيّ أحد عما حدث، كنا أنا وزوجتي والسارق فقط. كنت أنتظر أن تقوم بنفسك بالتعريف عن نفسك».

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.