المجنَّد و العقيد

كنتُ أشعرُ أن أصابع قدمي تكاد تتجمد داخل الحذاء وكان عليَّ أن أكون متيقظاً للغاية. قبل سبع أو ثمان ليالي أصيب أحد زملائي بالرصاص وكنتُ في كل لحظة أعتقد أن هناك من سيصعد الدَّرج. ساورتني نفسي أكثر من مرة أن أشعل ناراً في الغرفة أعلى البرج  لكني خفت. شعرتُ بشيء قادم نحوي من وسط الظلام.

سحبتُ المغلاق. كنتُ خائفًا. تقدم الظل الأسود. صرختُ بكل قوتي: «قففف. أخبرني باسم الليلة، وإلا سأطلق النار». كنتُ أتصببُ عرقاً وأدعو الله أن يكون دُبًّا؛ لكنّي رأيته قد ذهب باتجاه الأسلاك الشائكة. اضطررت أن أطلق النار فارتدَّ صدى صوت إطلاق النار في الجبال.

 فصاح الظل الأسود: «لا تضرب». وعندما تيقنتُ أنه شخص، شعرت بالخوف أكثر. للتأكد، قلت مرة أخرى: «اسم الليلة» ووجهت السلاح نحوه. هرب. رميته. كنتُ أعرف أنَّ أعضاء المجموعات الصغيرة لا يتواجدون بشكل منفرد فرميته بكل ما في المخزن من ذخيرة. وضعت المخزن الثاني على الفور. رأيتُ الظل الأسود للحظة يهرب باتجاه أعلى التلة القريبة. فرميته بوابل من الرصاص. كان جسمي يتصبب عرقاً بالكامل من شدة الخوف.

بسماع صوت سيارة قائد الموقع شعرت بالارتياح. وصل خمسة جنود. قمتُ بتسليم التقرير للبريد وعدتُ للمهجع. لقد سمعت جميع الوحدات صوت إطلاق النار.

 بعد ساعة طلبوني من خيمة القيادة. لم يكن يمكنني فتح عيني من النعاس. حين دخلت كان قائد الوحدة جالسًا وكان بجانبه ضابط غريب ينظر بعيون قلقة. وقفتُ هناك كمراسل. شعرتُ أني أُسحق تحت نظرات العقيد الثقيلة.

قال بصوت عالٍ: «أيها الجندي هل أنتَ من أحدثتَ هذه الأصوات؟» قلتُ: «سيدي، هناك شخص اقترب من السلك الشائك، صرخت به أن يتوقف ثم أطلقت النار مراعياً جميع الضوابط».

صرخ: «هل تعلم أن الشخص الذي أطلقتَ عليه النار هو نفسه الضابط الذي أُرسل للتو إلى وحدتنا؟»

 نظرتُ إلى الضابط الذي كان من الواضح أنَّ العقيد محرج منه كثيراً. أردتُ أن أتحدث فما كان من العقيد إلا أن نادى مسؤول مكتبه وقال: «أضف لخدمة هذا الجندي عشرين يوماً وألغي إجازاته» ثم نظر إليّ وقال: «اخرج». صدمني.

خاطرتُ بالكلام وقلتُ: «لكن يا حضرة العقيد، لقد كنتُ أقوم بواجبي وكان يجب أن أرمي. تخيل لو كان عدوّاً ما الذي كان سيحدث».

 نهض العقيد وأمسكني من أذني وقال: «أيُّها الجاهل! لقد أفرغت مخزنين والضابط جالس هنا الآن لو كان عدوّاً لهزمك. تأكّد لو أنَّك تمكّنت من إصابته لكنتُ أخذتُ بطاقة إنهاء الخدمة الخاصة بك من القائد».

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.