سيارة بليزر

اعتادوا أن يأتوا كل عام مدينة شيراز في الصيف. كان اسماعيل رفيقنا وفي نفس عمرنا وأطفال العائلة جميعهم كانوا متلهّفين للقائه. متلهّفين للهدايا التي كانوا يحضرونها وللملابس الأنيقة والشوكولا التي لم يروا مثلها في أي متجر.

متلهّفين لركوب سيارة البليزر ذات اللون الكرزي بعجلات عريضة وكبيرة ومكيّف لا يهاب حرّ الصيف.

كان غروب شمس أحد أيام الصيف الأخيرة عندما سارع إسماعيل إلى المنزل فنادى أمه وقال: «لقد ملأ الرجل السيارة بالبنزين وهو ينتظرنا كي نركب». ذهبنا جميعًا عند الباب. ودّع الكبار بعضهم وأما نحن فكنا نحاول استغلال الوقت حتى اللحظات الأخيرة للعب معًا. مشت السيارة. المشهد الأخير الذي بقي عالقاً في ذاكرتي هو صورة إسماعيل وإخوته وهم يلوّحون بيدهم من خلف النافذة الخلفية ووعاء الماء الذي سكبته أمي خلفهم.

بعد يوم أو يومين، فتحت المدارس أبوابها، وأصبحت قصتنا اليومية هي الذهاب للمدرسة. الشيطنات داخل الصف والدروس والوظائف والرياضيات والهندسة.

الممحاة ذات اللونين والمبراة مع علبة. الخوف نهاراً من عصاة السيد الموجِّه والتلهُّف ليلاً لمشاهدة التلفاز ذو الصورة المشوّشة.

بعد مرور عدة أيام على افتتاح المدرسة تغير سلوك المعلم والمدير والموجِّه. كما تغير سلوك الآباء والأمهات والسكان المحليين. لم نفهم ما الذي كانوا يتحدثون عنه. لكن القلق كان واضحاً على وجوههم جميعاً. حتى برامج التلفاز كانت قد تغيرت وأخذت تبث أفلام وصور دبابات وبندقيات ومدافع هاون.

كنتُ قد ذهبت في أواسط شهر أكتوبر لشراء الخبز. في طريق العودة، قطعت قطعة خبز وأكلتها. ثم رأيتُ شاحنة تنعطف داخل شارعنا. وعندما وصلتُ إلى المنزل رأيتُ إسماعيل مع والديه وإخوته.

وجه متّسخ ولباس خالي من الأناقة وقد اختفت الابتسامة من على شفتي أمه، ولم يكن أبيه قد قام بحلق ذقنه وشعره. كان الجميع يرتدون المشايات باستثناء والده. ولم يحضروا لنا أي هدية. قال إسماعيل: «لقد قامت الحرب. جاء أبي إلى المنزل ولم يسمح لنا حتى بتغيير ملابسنا ووضعناها في الشاحنة وأحضرناها إلى شيراز».

 وفي آخر الليل حین نام الجمیع قال الأب: «الأب وحده يمكنه أن يفهم معنى أن تترك كل تعبك وعملك وجهدك خلفك! الأم وحدها تستطيع أن تفهم مدى مرارة مغادرة المنزل والحياة وقضاء الليل في منزل شخص آخر! عندما يتوجب عليك أن تُلبِس أطفالك لباس أطفال آخرين! الملابس التي أحضرتها هدايا لهؤلاء الأطفال!».

 لكنّي أنا كنتُ أفكّر في شيء واحد فقط هو أنَّ ضيوفنا عادوا مجدداً وعندما نستيقظ مرة أخرى في الصباح، سنصنع ذكريات معًا ونكون سعداء ومتحمّسين.

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.