وصفة الطبيب

اعتاد الطبيب أن يأتي إلى هنا كل عام ويقوم بمعاينات مجانية لمدة عشرة أيام وكان يرافق الأب ابنه الأكبر أيضاً.

 دخلتُ غرفة الطبيب وقلتُ: «مرحباً، كيف حالك؟». قال بابتسامته المعتادة: « مرحباً، ککل الناس». کانت هذه عادته. لایقول أني جيد ولا سيء بل كان يقول دائمًا: «ککل الناس». كان يقول: «ما الذي سيختلف إن كنتُ بخير أم لا. المجتمع مثل إناء العصير وأنا كأس صغير. فإن كان الشراب حلوًا، سأصبح أنا حلوًا أيضًا».

جلستُ خلف الطاولة لأقوم بتشغيل الطابعة. كان الدكتور متخصصًا في القلب لكن لم يكن مهمًا للناس اختصاصه فقد قبلوه وآمنوا به. دخل رجل ومعه ابنته. فستان الفتاة القديم وحذاءها البالي جعل وجهها المتعب يبدو أكثر تعبًا. قال الرجل: «دكتور؛ منذ عدة أيام وهي تقول أنا مريضة ولا أريد أن أذهب للمدرسة». وضع الطبيب يده على جبهة الطفلة وقال لي بعد الفحص: «اطبع النسخة رقم ثلاثة وأعطه إياها». طبعتها. كانت مكتوبة بالحروف الإنجليزية ولكن باللغة الفارسية: «أحذية وملابس، قرطاسية، طعام».

وبناءً على حالة كل شخص، كان يصف له وصفة، وإن كانوا بحاجة دواء، يكتبه بخط يده أسفل الوصفة.

 أخرج علبة أقلام ملونة من درج مكتبه وأعطاها للفتاة مع الوصفة. قال: «أنتِ شخص متعلِّم يا ابنتي. اكتبي عنوان منزلك خلف الوصفة وأعطه لابني عند الباب. سيشتري الدواء لك ويوصله عندكِ. لا تشكي من شيء ستكونين بخير».

ابتسمت الفتاة ابتسامة باهتة بینما کانت تفتح علبة الأقلام الملونة. دخل رجل سمين مع والدته. كانت على مايبدو أنها تدعي المرض. قال: «يا دكتور؛ هذه أمي كل يوم في حال ولم تكن تريد أن تأتي أحضرها بصعوبة».

 نظر السيد الدكتور للعجوز مقطبة الحاجبين وقال بابتسامة: «لماذا تعترضين؟ يجب أن تأتي لأكتب لك تحليلاً، وآخذ لك صورة حتى أتمكن من فهم مابكِ».

قالت العجوز بملامح مظلومة: «أنا الجاهلة التي لا علم لي بالطب أعرف مابي وأنت الطبيب ولا تعرف؟». ضحك الطبيب مرة أخرى وقال: «أخبرینا کي نعرف ما بكِ».

 قالت العجوز بینما تشیر بإصبع سبابتها مؤكدة: «أنا عجوز، عجوز فهل لديك وصفة ودواء للشیخوخة؟» وضحكت. ضحكنا جميعاً. فالتفت الطبيب إلى الرجل وقال: «كلامها صحیح. انهض وخذ والدتك إلى المنزل. أنت علاجها فاعتني بها أكثر».

 أخذ الرجل السمين قطعة بسكويت من على الطاولة كشخص مغلوب وقال بينما يقف: «حضرة الدكتور، أخبرني ماذا يجب أن آكل كي أنحف؟»

ضحك الطبيب ضحكة لطيفة وقال: «بالله علیك أنت فقط توقف عن الأكل. أتريد أن تأكل المزيد كي تنحف؟!». قهقه الرجل ضاحکاً وغادر.

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.