البطيخ
شنبه 12 آبان 1403
بازدید: 0
ركضتُ داخل منزل جدتي ومررتُ عبر رواق القش ووصلتُ إلى الفناء. أصابت رأسي عناقيد العنب التي كانت تتدلى من الداليّة وسقطت حبات العنب أمام قدميّ مثل المسبحة التي انقطع خيطها.
الحبات تركض وأنا أركض فانسحقَ بعضها تحت قدمي وفرَّ الباقي.
حلّقت طيور القمري من على طاولة الحديقة الملوّنة مغرّدة تجاه السطح. وصلتُ إلى زاوية الفناء لاحثاً. تحت ابطي بطيخة وورائي ابن عمي الغاضب لأنه أراد أن يحمل البطيخة، وأمامي جدي الذي ينام في ركن الشرفة بعد أن تناول طعام غدائه.
علقت عيني بعينيّ القطة التي كانت تختبئ خلف المزهرية وكانت قلقة مثلي. تمنى كلٌّ منّا الخلاص؛ أنا من ابن عمي النَّهِم وصغير القطة من أيدي الناس جميعاً.
خاطرتُ وغيّرتُ مساري وركضتُ وسط الحديقة. كنت أضربُ أغصان الرمان جانبًا فتقع على رأس ابن عمي المسكين مثل الدَّبوس ثم قفزتُ من الحديقة بقدم ملوّثة بالطين وخطوتُ فوق الشرفة.
سقط قفص الببغاء في البركة. كان الببغاء يعرف فقط كيف يقول: «صحيح مايقول، صحيح مايقول». كنت أقف وسط سجادة صلاة جدتي.
عبر ابن العم عبر الدرج الضيق. كنتُ قد شعرتُ بالعجز، العنب المطحون وأغصان الرمان المكسورة والأزهار والخضروات المدعوسة وطيور القمري الشاكية وصغير القطة الخائف والببغاء شبه الأخرس الذي يخبط بجانيه وسط بركة الماء قائلاً: «صحیح مایقول، صحيح مايقول».
كان قد استيقظ الجد وأخذ يحاول إخافتي بعد أن عقد حاجبيه واتسعت عيناه. كدتُ أموت من الخوف. كان من الواضح أنه لا يزال تحت تأثير النوم وإلا لكان الوضع أسوأ بكثير.
أنهت جدتي صلاتها وكالعادة ارتسمت الابتسامة نفسها على وجهها. وأشارت إليّ بأن أهرب عبر الدرج باتجاه السطح.
عندما وصلت للأعلى كان ابن عمي جالسًا. فضّلتُ مشاركة البطيخ معه على أن أنزل وأواجه جدي. أخفينا قشور البطيخ وبذوره بين حجارة السطح. في آخر الليل كانوا قد فرشوا الشرفة بالأسرّة.
كان النسيم العليل لبدايات أيلول قد محى ذكريات اليوم من خاطري. كانت الجدة تروي لنا قصة وكان في قصتها العديد من الأطفال الأشقياء. بعد القصة، قالت جدتي: «لعبتکم هذه والجري خلف بعض مستمرة. فقط عندما تكبرون سيكبر البطيخ كذلك. اليوم بعد مغادرتكم قمتُ بتنظيف الفناء وغسلتُ المصلى وجمعتُ ماقمتم بتخريبه. نزعتم على جدكم قيلولته لكنه نسي سريعاً وكل شيء عاد كما كان».
قال الببغاء الموجود في القفص وکأن الماء قد راق له: «صحیح ما یقول، صحيح مايقول».
التقطت الجدة سجادة الصلاة عن الحبل وفتحت زاوية شالها ولفّت قطع حجر الصلاة في منديل ووضعتها وسط سجادة الصلاة.
نظرت إلينا وتابعت بهدوء شديد: «كل شيء عاد على ما يرام إلّا حجر الصلاة هذا الذي هو ذكرى من أبي. عليكم أن تتذكروا دائماً أن تكونوا حذرين أثناء الركض وراء بعضكما البعض ألّا تدوسوا على حجر الصلاة».
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.