عيد ميلاد ساره

كنَّ من ستة إلى أربعة عشر عامًا وجميعهنَّ جيدات ومهذبات وبفضل جهود الأخيار والمحسنين، تم بناء مركز لهنَّ بمقومات معيشية مناسبة. أجنحة مجهّزة ومرافق الحياة ونظام تهوية جيد وقاعة اجتماعات وصالة ألعاب والأهم من كل هذا مدربون ومدير طيبون للغاية وحريصون.

لم يخطر ببالي مطلقاً أن يكون هناك امكانات متاحة في مدينة صغيرة كهذه. بعملية حسابية بسيطة تنبّهتُ للتكلفة العالية جدًا اللازمة لحفظ وإدارة هذا المركز.

 صحيح أنَّ الرجال الأخيار قد أنفقوا من أجل بناء المركز وتجهيزه لكن على الأرجح أنَّ النفقات اللازمة من أجل إدارة المركز وتأمين احتياجاته الأخرى تحتاج لتعاون أخيار آخرين كبار وصغار.

كنَّ قد ارتدينَ جميعًا ملابس العيد النظيفة وكان لدى كل واحدة منهنَّ ما تقوله وتتحدث عنه مع الكثير من الطاقة. رسمت غزل فأرة على السبورة ورسمت هانية قطة وقامت سارينا برسم قبضة يدها وقالت إن هذا حليب.

رويتُ لهنَّ بعض القصص وضحكن كثيراً. في الحقيقة ضحكنا جميعاً. كان قد أصبح الوقت حوالي الظهر وطال الاجتماع ورأيتُ بعضهنَّ تلتفتُ يميناً ويساراً. سألتُ: «من تشعر بالملل؟» رفعن أيديهنَّ جميعًا فشعرتُ باليأس وقلت بيني وبين نفسي لقد تحدثتُ أكثر مما ينبغي! قلتُ: «يا فيتات، يمكن لمن تحب أن تخرج من الصالة وتستريح أو أن تذهب إلى صالة الألعاب.

قالت مهسا: «نحن نشعر بالملل لكننا لن نذهب. نودُّ أن نسمع المزيد من القصص. ثم إنَّ  قصصك أفضل من الجلوس بدون عمل وضحكن. ثم ضحكنا جميعًا.

كنتُ سعيدًا أنَّ الموقف لم يكن محرجاً كثيراً فعدتُ مجدداً للكلام وسرد القصص. هؤلاء الفتيات عادةً إما أنهنَّ فاقدات للوالدين أو محرومات من الأسرة لسبب ما ويعشن في هذا المركز. رفعت حبيبة يدها وقالت: «هل تعلم أني كاتبة أيضًا؟» قلتُ بابتسامة: «لا. لكن یاله من شيء جيد!» فاحمرَّ وجهها من الخجل. قالت: «هل تصدقني؟ في الحقيقة لا أحد يصدق أنني كاتبة» وتابعتْ: «هل تسمحون لي بقراءة إحدى قصصي؟» قبلتُ بشغف. استغرق الأمر بضع دقائق ريثما تذهب وتحضر حقيبتها من غرفتها. نظرت الفتيات إليها بحماس. تمامًا مثل لاعبي فريق كرة قدم الذين ينظرون إلى كابتن فريقهم أثناء ركلة الجزاء الأخيرة. أخرجتْ ورقة من حقيبتها فيها بضعة أسطر مكتوبة بخط يد جميل ومرتب للغاية. كانت قد رسمت حول الكتابة وروداً باللون الأحمر وزخارف أخرى لم أستطع رؤيتها.

وقفتْ بجانبي وجهَّزت نفسها لتروي قصتها. كان لدي شعور حارس مرمى يريد أن يُدخل به هدفاً ليرى الفرحة في عيون الأطفال ودعوت الله ألا تأتي الضربة في العارضة.

 بدأتْ حبيبة: «عيد ميلاد سارة» وتوقفت قليلاً. كأنها لا تستطيع القراءة. بلعت ریقها وأغلقت عينيها.

 دون أن تفتح عينيها، بدأت تقرأ: «ذات يوم عادت سارة إلى المنزل من المدرسة وتفاجأت لأن والديها كانا قد اشتريا لها كعكة للاحتفال بعيد ميلادها» وسکتت. انتظرتُ أن تتابع لكن حبيبة بقيت صامتة. تدفقت الدموع من عينيها. كان الأطفال الآخرون ساكتين. هذا كل شيء!

 كانت قصتها هذه فقط بهذا الاختصار وبهذه البساطة والبراءة!

لم أرَ الكرة. تم تسجيل ركلة الجزاء ولم أفهم كيف دخل الهدف.

كانت قد  كتبت حبيبة جميع رغباتها ورغبات الفتيات الأخريات في هذا السطر. كانت سارة هي حبيبة وغزل ومهسا وسارينا وكل فتاة من تلك الفتيات هي سارا.

 كانت تمطر وكان زجاج سيارتي قد تبلل ونظاراتي ووجهي وعيناي كذلك.

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.