الاحتقار الايجابی
یکشنبه 29 مهر 1403
بازدید: 0
استيقظتُ متأخراً قليلاً. تذكرتُ أنه كان من المفترض أن أشتري الخبز الليلة الماضية والآن ليس لدينا خبز من أجل طعام الفطور. أيقظتُ زوجتي وابني وخرجتُ من المنزل قبل أن يستيقظا بشكل كامل ويلاحظا نقص الخبز.
كنتُ على عجلة من أمري؛ لأنّي أعلم أنَّ على كلاهما الذهاب إلى المدرسة وعدم إحضار الخبز إلى مائدة الإفطار قد يكلفني الكثير. كان هناك أكثر من عشرة أشخاص يقفون في الصف وكان واضحًا من الطريقة التي كانوا يقفون ويتحركون بها أنهم هم أيضاً كانوا على عجلة من أمرهم. كان هناك شخصان فقط يقفان بهدوء. رجل عجوز ارتسمت ابتسامة على وجهه ورجل طويل القمة ذو شعر مخضب بالأبيض والأسود وملابس مرتّبة وملامح جادة ولكن لطيفة.
كان ذلك الصباح صباح ذكوري بامتياز حيث كان جميع الأشخاص الموجودين في الطابور من الرجال وكان عمّال المخبز أيضاً أربعة من الرجال يقومون بالعمل. استرقتُ النظر إلى الوجوه واحداً واحداً. لم يكن هناك أيّ عذر أو حجة يمكنني أن أتحجج بها لأتقدَّم في الصف وكان عليَّ أن أتحمل عواقب نسيان أعمالي بنفسي. لفت انتباهي صوت كعب حذاء. جاءت سيدة على عجل ووقفت أمامنا. كانت تحمل في يدها وعاء من الحساء وتلبس نظارة شمسية على عينيها المنتفختين. كان من الواضح أنها لا تقبل أن تقف في الصف. قالت لصاحب الفرن: «أعطني ثلاثة أرغفة» كأنها لم ترنا. بالنسبة لي لم يكن لدي نية للاعتراض أما الرجل الطويل قال بجدية شديدة: «سيدتي، نحن جميعًا نقف في الصف وجميعنا نريد أن نشتري رغيفين أو ثلاثة ليس أكثر لذلك قفي في الصف من فضلك.»
قبل أن تجيب المرأة، قال أحد الأشخاص الواقفين في أول الصف بلهجة محلیة: «دعك من هذا يا رجل، دعها تأخذ خبزها وتذهب. المسكينة إنها امرأة!» ووافقه الرأي عدة أشخاص آخرين. فقال الرجل بنفس الملامح الجادة: «إن كانت هي امرأة فأنا رجل، ماهو الفرق؟ يجب على كلانا أن نقف في الصف.»
اضطرب عمال المخبز وبعض الرجال. قال أحد العمّال: « أيها المحترم إنها امرأة مسكينة. ألا تفهم الفرق بين الرجل والمرأة؟ الآن وقد حدث هذا، سأعطي الخبز لهذه المرأة بعيداً عن الدّور ولن آخذ منها المال حتى.»
لم تتفوه المرأة بأي كلمة وأخذت خبزها قبل الجميع ووضعته فوق الطاولة ليبرد. كنا أنا والرجل العجوز صامتَين. اقترب الرجل العجوز من المرأة وقال: «يا ابنتي، هل رأيتِ كم شخص دافع عنكِ؟!» ابتسمت المرأة وقالت بحيث يسمعها الرجل العجوز: «نعم يا والدي العزيز، وأعتقد أنَّ على البعض أن يتعلم كيفية التعامل مع النساء.»
كان الرجل الطويل يقف وذراعاه متصالبتان ولم یعیرهما انتباهاً. نظر الرجل العجوز إليّ وتقدَّم خطوة إلى الأمام وسأل بهدوء: «برأيك أي من الرجال الموجودين هنا، لا يمكن أن يسخر من النساء أثناء القيادة؟ برأيك أي منهم لا يقوم بالصراخ في وجه زوجته؟ باعتقادك أي من هؤلاء يقدّر النساء وخبراتهن أكثر في مكان العمل؟ برأيك، من وجهة نظر أي من هؤلاء الرجال، يعتبر المرأة هي كائن كامل ومتساوية مع الرجل تمامًا؟»
شعرتُ حينها بشعور الطالب الذي أحضره معلمه عند السبورة. كنتُ غارقاً بالنعاس وسؤال العجوز المعقّد حين ارتفع صوت بوق سيارة نقل التلاميذ التي أرادت مغادرة الشارع وكانت قد قطعت طريقها سيارة أخرى. كانت سائقة حافلة نقل التلاميذ سيدة، ففتحت النافذة وقالت: «أرجو المعذرة، لمن هذه السيارة؟ هل يمكنني أن أطلب من السائق أن يأتي ويفتح الطريق!»
صرخ صاحب السيارة من بین الصف: «یا سيدتي لو كنتِ فعلاً تعلمين القيادة يمكنك المرور؛ بالطبع، قيادة هذه السيارة تختلف عن قيادة الغسالة.» وضحك هو وعدة رجال. قال مسؤول الفرن بينما يعدُّ الأرغفة: «هذه المسكينة امرأة ولا يجب أن نتوقع منها الكثير.» وضحكوا.
بقي الرجل الطويل صامتًا. أخذ خبزه وتركه يبرد ولفه بشكل مرتّب وغادر.
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.