كان أبي محاسباً أيضاً

كنتُ مضطرباً وكانت أفكاري متداخلة ككرة الصوف التي تكون قد سحبْتَها خارجاً من داخل سلة صغار إحدى القطط وكانت قد فجّرت الأعداد والأرقام الفيوزات بشكل كامل في رأسي وأخذت تصدر صوتاً كالنظام المنضم.

هواء المكيّف أيضاً كان قد أصبح كهواء السيشوار وكلا المكيفين كانا على أعلى سرعة لكنهما لم يجعلا من هواء الغرفة عليلاً.

دخل والدي إلى المكتب وألقى نظرة عليّ ثم عايَنَ طاولة العمل ورأى دفاتر الحسابات وسأل: «كم هو مجموع عمود الديون؟» قلتُ: «حوالي المئة مليون». ابتسم وقال: «حوالي؟ وهل لدينا حوالي في عملنا؟ هيا قم؛ قم؛ وأحضر الآلة الحاسبة إليّ!»

ذهبتُ وأحضرتُ الآلة الحاسبة القديمة ذات اللون الأحمر من حقيبته. أطفأ واحد من المكيفات وجعل الآخر يدور.

فتح نافذة الصالون قليلاً وجلس. انشغل لمدة ساعة بهدوء مع الفواتير والدفاتر وكان ينظر للفواتير بصبر ويضغط على أزرار الآلة الحاسبة.

بالرغم من أن مكيف واحد كان يدور إلا أنَّ الهواء أصبح أفضل بقليل.

أخيراً أوجد الفرق ثم وقف ووضع يده أمام هواء المكيف وقال: «هل مضخة المكيف سالمة؟» قلتُ: «عليها أن تكون كذلك!»

نظر بحدّة وقال: «قلتُ أنه ليس لدينا ربما ويجب! هيا انهض واصعد السطح وانظر إن كانت المضخة تعمل أم لا ثم اذهب بعدها واشتري قشاً جديداً وقم بتبديل قش كلا المكيفين. في صباح الغد اذهب واطلب واقيات للمكيفات. المكيفات المائية فيها مشكلة كبيرة. يهدر المكيف يومياً مئتي إلى ثلاثمئة لتر من الماء وويل لليوم الذي لايكون محاطاً بالحماية من الشمس. حينها يقوم بتبخير كمية من الماء تكفي لعائلة كاملة.»

بينما يضع الآلة الحاسبة في حقيبته قال: «كان قد امتطى عجوز حصاناً ،والحصان يركض بأطرافه الأربعة. توقف في أحد الأماكن ليشرب الماء. سأل أحد الشبان العجوز: حصانكَ كم طرف لديه؟ ترجل العجوز وقام بعدّهم؛ واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة. ثم ذهب للطرف الآخر من الحصان وحصى الأطراف؛ واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة.

التفت للشاب وقال: أربعة! فضحك الشاب وقال: أيها المحترم! لم يكن هناك حاجة لعدّهم. يركض الحضان بأطرافه الأربعة وبالتالي بالتأكيد لديه أربعة أطراف.تلمَّس العجوز لحيته البيضاء وقال: أنا محاسب ولايجوز أن أستعمل كلمات ربما وبالتأكيد وكأنما ويجب وحوالي. أنا أعدّ ثم أكون مسؤول عما أقوله.»

أقفل حقيبته ووقف ليذهب. نظر إليّ من خلف نظارته وقال: «هل تعلم حجم مبلغ فواتير الماء والكهرباء التي تقوم بدفعها من أجل هذا الهواء الساخن؟»

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.