زائر
سه شنبه 17 مهر 1403
بازدید: 0
لم ترفع السيدة يدها عن الزمور. كان الجميع قد تضايق. وكان الصانع لدى بائع الفاكهة قد فتح خرطوم الماء في أرض الدكان وأخذ يدفع بالفاكهة الفاسدة وبقاياها باتجاه مجرور الصرف الصحي عن طريق ضغط الماء. كان أحد الرجال يقوم بالضغط على الرمان واحدة واحدة ويعيدها مرة أخرى للسلة. قال بائع الفاكهة: «أخي، لقد جعلت من الرمان عصيراً، فكّر في الشخص الذي يريد أن يشتري بعدك.» عبسَ الرجل وذهب باتجاه التمر.
لم يتوقف صوت الزمور. نزل ولد من السيارة وركض باتجاه الدكان. كانت قدمه تصرخ خطوة بخطوة أنَّ الحذاء غير مناسب. يمضغ العلكة ولايقوى على رفع رأسه عن جهازه اللوحي. قال: «أبي، أبي، أمي تقول تعال نذهب بسرعة للمنزل فلدينا زائل.»
نظرنا أنا وبائع الفاكهة لبعض وضحكنا. ضرب الرجل الولد على رأسه من الخلف وقال: «ماهذه زائل قلها بشكل صحيح أيها الغبي!»
علا صوت ضحكات بائع الفاكهة وصانعه. لقد تراكم مايقارب الصندوق من بقايا الفاكهة أمام الدكان ولم يعد بإمكان الماء أن يدفعهم للأمام.
لايزال الولد الصغير مشغولاً بالجهاز اللوحي والرجل مشغول بالضغط على التمر. لم تكن السيدة قد حصلت على نتيجة من الضغط على الزمور وإرسال الولد، وبينما كانت تحاول إخفاء شعرها المتناثر تحت الحجاب دخلت الدكان وأخذت أكياس الفاكهة من زوجها وأفرغتهم في السلة وقالت: «لم أطلب منكَ فاكهة، تعال نذهب فقد كدتُ أموت من التوتر.»
غضب الرجل ورمى حبة التمر التي كانت بيده بقوة على الأرض وذهب خلف زوجته.
صرخ بائع الفاكهة: «هيه، الرمان والتمر لجهنم لكن على الأقل لا تنسوا ابنكم هذا!»
نزلت السيدة مرة أخرى وجاءت خلف ابنها. تقدّمت سيدة كبيرة في السن مع عربة اليد خاصتها وقالت شيء في أذن المرأة. طال كلامها قليلاً. أخذت المرأة يد طفلها وخرجت من الدكان. انشغلت العجوز بانتقاء البطاطا والبصل ونظَّف الصانع آثار الخرما المهروسة بالماء. يعلك البائع طرف شاربه من التوتر. نظرت العجوز إليّ نظرات مليئة بالغضب وقالت: «لماذا ضحكتَ على الخطأ الذي ارتكبه ذلك الصبي؟!»
لم تدعني أتكلم وتابعتْ بجدية كبيرة: «جميعكم تنالون درجة الصفر في هذا الامتحان.»
ملأ الصمت الدكان. قالت العجوز للصانع: «أغلق صنبور الماء واعطني كيلو من الأعشاب الخاصة بالمرق ونصف كيلو من الأعشاب الطازجة للأكل.»
وضعتْ كيس البطاطا والبصل بجانب الميزان وقالت بدون أن تنظر لي: «قلتُ لتلك المرأة عديمة التجربة؛ لا تهزّي المشروب الغازي. فالناس كعلبة المشروب هذا؛ وأنتِ ببوقك وصراخك ونقك بهذه الطريقة تقومين بهزّهم. ثم تأخذين هذه العلبة وتفتحيها على مرأى من الضيوف ليقوموا بدورهم بتفريغ تعبهم بأشخاص آخرين. قلتُ لها بأنَّ هذا الطفل سينتقم لأيامه هذه منك ومن والده ومن كل واحد منّا.»
التفتتْ لبائع الفاكهة وقالت: «ألا يمكنك أن تشتري مكنسة وتعطيها لصانعك هذا كي لا يهدر كل هذا الماء؟»
خجل الصانع قليلاً. قالت العجوز: «بعملك هذا تقوم بإضرار الناس جميعاً بشكلين؛ الأول أنك تهدر الماء وهذا حرام والثاني أنك تقوم بتعليم الهدر للآخرين.»
جائتني رسالة: «تعال بسرعة فلدينا زائر.»
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.