المرشد
دوشنبه 16 مهر 1403
بازدید: 0
كان سائق التكسي قد أوصل خرطوم الماء بصعوبة إلى سيارته كي يغسلها. في إحدى يديه الهاتف وباليد الأخرى الخرطوم. كان واضح من الرصيف والشارع المبلولين أن قلبه لم يحترق على الماء المهدور.
وقف رجل بجانبي ينظر إليه. كان الرجل مثلي ينتظر سيارة؛ لكن لم يكن أحد ليُقلّنا في هذا الشارع الفارغ. حين انتهى من غسيل السيارة ركبها وأطلق الزمور لنا. ركبنا. كنتُ أبحث عن فرصة لأفتح حديثاً أعترض فيها على فعلته هذه.
فجأة ملأ أذني صوت دراجة نارية تسير بسرعة كبيرة من الجانب الأيمن بهدف أن تسبق السيارة، فقال السائق: «ماذا نفعل بهؤلاء الشباب الوقحين الطائشين الذين لايسمعون الكلام! كان على وشك أن يوقعني ويوقع نفسه في المشاكل!»
نزع الراكب نظارته الشمسية وقال: «في الحقيقة هؤلاء ليس لديهم مدير كقزلباش ليربيّهم بشكل صحيح.» وضحكَ.
أدار السائق رأسه وحدَّق بالرجل. تابع الرجل ضاحكاً: «إلامَ تنظر؟! انظر أمامك ولا تزعجنا!»
غمرت السائق السعادة وسأل بحماس: «ألستَ غلامرضا؟» لم ينتظر الجواب ووضع يده على كتف الرجل وأخذ يسأله عن حاله وأحواله.
تحدثا عدة دقائق ثم نظر السائق لي وقال: «كنّا زميلين في مدرسة وحيد الثانوية؛ قبل أربعين سنة ونيّف. كان لدينا مدير يُدعى قزلباش، في الحقيقة هو لم يكن مدير فقط؛ كان أباً ومعلّماً ورفيقاً.»
قاطع الرجل حديثه وقال: «كان رجلاً وصانع رجال. يقبل كل طالب تم رفضه في جميع المدارس فيعلّمه ويصنع منه شخصاً محترماً ويرسله للجامعة. كانت مدرستنا مليئة بالشباب المطرودين. يدخلون متعجرفين مشاغبين ويخرجون متواضعين محترمين. لطالما كان يقول نحن ليس لدينا تلميذ سيء، علينا فقط أن نستخدم معهم الأدوات الصحيحة ليتم صقلهم بشكل جيد.» رفع زجاج السيارة واالتفت للسائق وقال: «هل تتذكر حين جاءت والدة شهرام في أحد الأيام وقالت ابني لايدرس في المنزل؟ فأجابها السيّد قزلباش أنَّ هذا التلميذ الذي يدعى شهرام الأول على المدرسة وقام بمدحه كثيراً أمام والدته.»
نظر لي في المرآة وتابع: «حين رجعت والدته. أخذ شهرام من أذنه وقال: يا ولد، أنت تدرس لسببين: الأول من أجل مستقبلك والثاني من أجل إسعاد قلب أمّك الذي يحترق عليك. مستقبلك متعلّق بك بإمكانك أن تدرس وبإمكانك ألّا تدرس؛ لكنك منذ اليوم عليك أن تشغل نفسك بالدراسة في المنزل ساعتين على الأقل من أجل إسعاد والدتك وإلا فأنا أعرف كيف سأتصرف معك.»
قال السائق: «حفظه الله أينما كان، كانت هذه النصحية التي بدّلت شهرام الفاشل إلى شهرام الناجح.»
تابع الرجل: «طيّب الله ذكره! كان يقول صباح كل يوم اخرجوا من المنزل بحبيّن؛ حبُّ الله وحبُّ عباد الله. إياكم أن تكسروا كلمة الله أو أن تخدشوا قلوب خلق الله.»
ثم مسح على رأس السائق وقال: «لو كان السيد قزلباش هنا ورآكَ تغسل سيارتك بماء الشرب لكان ضربك بالعصا.»
خجل السائق. فابتسم الرجل وتابع: «هناك الكثير مَن يحتاج لكأس من نفس هذا الماء.» كنتُ قد وصلتُ للمكان حيث عليَّ أن أنزل. قلتُ: «توقف هنا من فضلك، أريد أن أنزل.»
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.