ما و رمان و قصب السكر
جمعه 13 مهر 1403
بازدید: 1
كالعادة وضعتُ الفراش الصغير الخاص بجدتي بجانب النافذة. كانت قد استندتْ على المسند وتتشمس قليلاً بشمس الخريف، وتقوم بتفريط حبات الرمان.
كنتُ قد جلستُ بجانبها أنظر لحركات أصابعها الخشنة كيف تتحرك بكياسة وتقوم بتقشير الرمان بمهارة ومن ثم تفصل حباته وتضعها داخل الوعاء. كانت عينيها تنظر إليّ أما ذهنها مركّز بالرمان. سقطت إحدى الحبات وتدحرجت على البساط.
أخذتْ الحبة، نفختْ عليها ووضعتْها في فمها. قالت: «إنها فاكهة الجنة. لقد وصل الماء لجذرها لايجب أن تصبح حراماً.»
لطالما كانت تقول: «لدي ثلاث رفاق صامتين؛ الماء الذي هو مرآة واضحة؛ الرمان فاكهة الجنة وقصب السكر الذي هو أساس الشفاء.» أي مكان كان يؤلمنا وراجعناها من أجل مرضنا كانت تصف لنا قصب السكر. ألم الرأس، ألم البطن، ألم الظهر، ألم العظام، قلة النوم، النوم القلق، الغثيان، الوهن والخوف والاضطراب حتى الغازات والإسهال والإقياء.
حتى وكأنها العلبة الشافية لطبيب الأطباء وحكيم الحكماء وقد فُتحتْ وفيها أربع حبات من قصب السكر فقط.
قالت جدتي: «لهذا النبات أربع خواص ودواء لكل داء.» أحياناً حين كان يشعر أحدهم بالضيق أو كان لديه مشكلة ما ويحتاج أن يشعر بالراحة كان يأتي إلى جدتي ويُفرغ كل ما في جعبته الصغيرة من ألم داخل جعبة جدتي الكبيرة. ينوح ويشكو ويصرخ من الدنيا وأهلها.
كانت جدتي تمدُّ أصابع يدها المليئة بعلامات التقدم بالسن وعلامات التعب التي مرت به خلال حياتها من أسفل شالها الأبيض المزهّر على شعرها المفروق من الوسط والمُحنّى وتُخرج أذنيها من أسفل الشال لتجعل هؤلاء الشاكين يدركون أنهم مدينين لأذنيها.
كأنها كانت تعلم أن الإصغاء بحد ذاته يجعل من هموم الرأس خفيفة، وتفتح نافذة لجعل القلب ينشرح. وبعد كل هذا تعود وتعطي قصب السكر. كانت تعتقد أنَّ قصب السكر هو حل لكل المشاكل.
كانت جدتي تقول: «لقصب السكر آلاف الميزات ودواء لكل داء؛ لكن فيه عيب أنه لا يُظهر حلاوته لأي أحد.»
قصب السكر والصبر يشبهان بعضهما، كلاهما حلو المذاق. قصب السكر حلو المذاق؛ لكن من أجل الماء المغلي والشاي الحار، الصبر أيضاً حلو المذاق؛ لكن ليس من أجل الأشخاص الذين لم يروا ألماً ولم يتذوقوا المرار. ينظر الصبر لقوام الأشخاص ليرى كم لديهم من قدرة على التحمُّل. وحين يرى أن لديهم القدرة الصبر يُسمع شيئًا فشيئًا صوت طقطقة تشبه تكسُّر السكر في الكأس وترى أن كأسك رويداً رويداً تصبح حلوة المذاق. حلاوة الصبر كحلاوة سكر النبات، دواء لكل داء.»
أخذت جدتي كأس ماء من الروزنة ووضعت وعاء الرمان أمامي وقالت: «لو تتعلم ثلاثة أشياء وتعلِّمها لأطفالك فلن ترى الهم في عمرك البتة.»
أصغيتُ السمع وفتحت عينيّ جيداً.
تابعتْ: «أولاً لا ترمي ولا قطعة قصب سكر مطلقاً ليكون معك دائماً دواء برفقتك؛ ثانياً، لاتقم بدهس حبة رمان تحت قدمك مطلقاً كي لا تضل طريق الجنة والثالثة والتي هي أهم من الجميع انتبه ألا تهدر ولا قطرة ماء كي لا يخاصمك النور والضوء والبركة. الله نفسه يقول وخلقنا من الماء كلّ شيء حيَّ. وبالتالي إهدار فنجان ماء واحد تعني الذهاب للهاوية!»
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.