الأسس الخمسة
پنج شنبه 12 مهر 1403
بازدید: 0
عادةً ما كان يقضي جيلنا العطلة الصيفية في إجراء دورات تدريبية في ورشة أو بقالية ما. هذه الدورات التدريبية التي أقول عنها هي التلمذة الصناعية. كان كل شخص إما لديه معارف أو يتعرف على أحدٍ ما ويذهب ليصبح صانعاً عند خبير بالمهنة ويتعلمها. لم يكن تعلُّم العمل متوقف على تعلُّم المهنة فقط؛ وإنما يجب أن يشمل أيضاً أسس التعامل ومهارات التواصل وتوجيه العملاء واللطافة والمحاسبة والأعمال. وفي حال كان من المحظوظين وكان أستاذه كريماً بعض الشيء من المحتمل أن يكسب القليل من المال.
في صيف الصف الثالث الإبتدائي عملتُ في ورشة صرف صحي. كان الأستاذ يدالله رجل جيد خلوق وماهر. كان من المشجعين المتعصبين لفريق برسبوليس الإيراني لكرة القدم بحيث أن كل ورشته مليئة بصور أبطال الفريق بروين وبنجعلي وبيوس. أما أنا فقد كنتُ قد أصبحتُ استقلالياً قويّاً وملأتُ جدران غرفتي بألبومات بوسترات زرينشه ونامجومطلق وحجازي وجنغيز.
في صيف الصف الرابع الابتدائي ذهبتُ إلى ورشة الحاج رضا لصناعة الخزائن لأنها كانت أقرب لمنزلنا. كان عليَّ أن أرتدي لباس العمل منذ الصباح الباكر وأذهب هناك لأتعلم أخذ المقاسات والقص والطي الورق الحديدي والستانلس ستيل بصبر وتحمُّل وفن وابتسامة.
بعد سنوات حين دخلتُ المدرسة الثانوية كانوا قد طرحوا برامجاً في المدارس باسم علم وعمل أو مشروع التدريب المهني وقد شاركتُ بذلك البرنامج لمدة عام في ورشة عمل النجارة، بقيتُ لمدة عام في الخراطة وفي العام الأخير عدتُ مرة أخرى لورشة صناعة الخزائن عند الحاج رضا. انتهت المرحلة الثانوية وبعد تخطي المرحلة الجامعية وإنهاء الخدمة العسكرية بدأتُ بالعمل بشكل فعلي. تمكّنتُ أخيراً من تسيير ورشة في المدينة الصناعية لإنتاج الهدايا وأعمال الزينة. رويداً رويداً أصبحتُ مدركاً لمشاكل وصعوبات الإنتاج. في كل مرة كنتُ أواجه فيها مشكلة كان يظهر أمام ناظريّ الوجه الضحوك للأستاذ يدالله وحاج رضا. كانت لا تزال ورشة الحاج رضا في أول شارعنا. ذهبتُ عنده وتحدثتُ إليه عن تسييري للورشة. سُرَّ لذلك وتمنى لي التوفيق. أتذكَّر حين سأل: «هل لديك الأسس الخمس؟» فنظرتُ إليه بتعجُّب. تابعَ: «تسيير عمل وخاصةً عمل إنتاجي يحتاج لخمسة أسس: الأول، رأس المال الذي يمكن للجميع تأمينه بطريقة ما أو يقترضونه، الثاني المعدات والتجهيزات، الثالث القوى العاملة الجيدة والماهرة، الرابع التفكير الديناميكي، الخامس وهو الأهم علم الإدارة وخاصةً الإدراة المالية.» فتح باب الخزانة وأخرج المصنَّف وسأل: «هل لديك شريك؟» قلتُ: «لا.» قال بينما كان يتفحّص المصنَّف: «واضح من جوابك أنك تفتقد للأساس الخامس. لديك شريك، شريكك الدولة. الدولة شريكك بالنيابة عن الجميع. الورشة من وظيفتك والطريق والعمران والأمن وسلامة المجال المعيشي وبقية الأشياء من وظيفة شريكك.»
أخرج عدة استمارات واستدار نحو أخيه وقال: «سيد مصطفى، هل ملأت هذه الاستمارات بدقة؟» قال السيد مصطفى من داخل الصالة: «نعم إنها جاهزة.» وضع الحاج رضا الاستمارات أمامي وقال: «أصحاب الأعمال والأشخاص الحقيقيين عليهم تسليم هذه الاستمارات حتى نهاية شهر حزيران والأشخاص الاعتباريين وأصحاب عقارات الإيجار لديهم وقت حتى نهاية تموز. تذكَّر أن قسماً من دخلك وربحك من حصة شريكك. إن لم تؤدّ حق شريكك فحقّ الناس أمانة في رقبتك وستكون عائقاً أمام الخدمات العامة للدولة.»
قلتُ: «أيها الأستاذ في الحقيقة لم أكن قد رأيتُ العمل حتى الآن من هذا الجانب. كم يفتقد الشباب في عملهم لأمثالك! ليتهم أخذوك للمدرسة والجامعة لتعلِّم هذه المعلومات البسيطة والمهمة لأصحاب المهن المستقبلية!»
قال الحاج رضا ضاحكاً: «تجد السعادة معناها بالبركة وليس بالثروة وتأتي البركة حين تؤدي حق شريكك على أكمل وجه.»
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.