ابن الفجّارة
پنج شنبه 12 مهر 1403
بازدید: 1
استيقظنا صباح يوم الجمعة على صوت صلاة جدي أنا وأولاد عمومي وعمومتي بعد أن بتنا جميعاً في منزل جدي وكنا متحمسين كثيراً من أجل اللعب. جدتي كالعادة مثل كل صباح كانت مشغولة بإنجاز بعض الأعمال في الفناء. وحتى الآن لم أفهم ماذا كانت جدتي تفعل في الفناء في تلك الساعة من الصباح!
لايزال الضجيج وأصوات الضوضاء ترنُّ في أذني. جئتُ للفناء نصف نائم أتلمس المكان وغسلتُ وجهي بالماء ثم استيقظ الأولاد تباعاً.
كان أبي قد وقف في الممر فقال لنا: «اذهبوا واركبوا في السيارة ريثما آتي أنا وجدكم.»
ارتدينا أحذيتنا وجلسنا في الكرسي الخلفي للسيارة. بعد نصف ساعة من المسير خرجنا من محيط المدينة وعبرنا من جانب البساتين والحدائق.
قال جدي: «كل هذا الخَضار والأشجار والنبات الذي ترونه من بركة الماء. كل هؤلاء هم أولاد الماء؛ لكن الماء هو ابن القناة، ابن الفجّارة.»
أشار لوالدي أن يدخل الطريق الترابية فخفف أبي من السرعة واستدار داخلها. ارتجاج السيارة جعل الأولاد الذين لايزالون يشعرون بالنعس أن يستيقظوا بشكل جيد. ابتعدنا عن الحدائق والبساتين. قال جدي علينا أن نترجل هنا ونكمل المسير سيراً على الأقدام. فركن أبي السيارة ونزل الجميع وحمل أبي سلّة الفطور فوق كتفه ومضينا.
بينما كنا نسير كان أبي يعدّ لقيمات الخبز والجبن والخضراوات لنا ويعطينا إياها. كان جدي يحكي لنا: «القدماء كانوا يعرفون أن جوف إيران شحيح الماء ومن ناحية كانوا بحاجة للماء كي يتمكنوا من تسيير أمور الحياة للأشخاص الذين يريدون أن يقطنوا في المدن والمناطق العمرانية لذا قاموا باختراع القناة منذ آلاف السنين ليجروّا الماء من باطن الأرض لسطحها ويستفيدوا منه.»
وصلنا لهضبة ترابية صغيرة يوجد خلفها بئر. قال جدي: «لا تخافوا وتقدّموا بحذر.» حين تقدمنا قليلاً للأمام. طار عدد كبير من الحمام من داخل البئر. كانوا قريبين لدرجة أننا شعرنا أنهم سيضربون وجوهنا. نزلنا قليلاً للأسفل بمساعدة أبي وجدي ونظرنا لداخل البئر فرأينا بركة ماء في أسفله. قال جدي: «من هذا المكان ولعدة فراسخ للأمام هناك العديد من الآبار مثل هذا البئر ويزداد عمقهم كلما دخلنا أكثر داخل المنطقة. هذه الآبار موصولة من الأسفل ببعضها ويستجرون الماء منها لريّ تلك الحدائق والبساتين التي رأيتموها خلال المسير.»
لم أكن أفهم الكثير من كلام جدي؛ لكن جميع التفاصيل بقيت في ذاكرتي. في ذلك اليوم مشينا حتى الصحراء وسمعنا معلومات جديدة. قال جدي: «أحضرتكم لمشاهدة القناة لتعلموا كم هو من الصعب الحصول على الماء وكم هو قيّم! أنتم تنشؤون في المدينة ولايمكنم فهم قيمة وأهمية الماء. رافقوني كي تشعروا قليلاً بالعطش. فلو تجربوا العطش مرة واحدة في حياتكم فستتذكرون حتى آخر يوم في عمركم أنَّ الماء أعزّ من الأب والأم والعائلة.»
طيّب الله ذكره! أكثر ما أذكره في هذه الأيام جدي وكلامه.
كان قد أصبح الوقت ظهراً ولم نعد نرى لا الحدائق ولا المدينة ولا السيارة. كان المكان بالكامل حولنا سرابًا.
شعرنا أننا خرجنا من الدنيا. كنا نحن الأولاد صامتين وسيطر علينا الخوف بشكل أو بآخر! الخوف من العطش والوحدة!
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.