القناة
دوشنبه 9 مهر 1403
بازدید: 0
أحضرت زوجة عمي وعاء الخضراوات وأفرغت ماءه على طرف حديقة المنزل بواسطة المصفاة. طلبتْ من عمتي أن تسقي الخضراوات بالخرطوم. كان الماء ينسكب من المصفاة فوق الأزهار. قالت العمة: «تصيبين عصفورين بحجر واحد؛ تسقين الحديقة وتغسلين الخضراوات.» ضحكت زوجة عمي وقالت: «على هؤلاء الأطفال أن يتعلموا أنَّ لهذا الماء حرمة. والدي رحمه الله كان يقول دائماً من يهدر كأس ماء عبثاً لن يموت قبل أن يكون محتاجاً لكأس الماء ذاته.»
في عالمي الطفولي كنتُ أفكّر بيني وبين نفسي عن سبب حديثهم المتكرر عن الماء. الماء كثير ويمكنني فتح الصنبور متى أرغب. قوة الجوع ورائحة الكباب الشامي غطت على فكرة الماء وذهبنا جميعاً وجلسنا على مائدة الطعام. كالعادة جلس جدي على رأس الطاولة وجلس الباقي حوله. جلسنا نحن الصغار أنفسنا بين الكبار. وضعوا على السفرة عدة أطباق مليئة بالكباب الشامي وعدة كؤوس كبيرة من اللبن وخيار وصحن خضراوات بالإضافة لعدة صحون من التمر وعدة أوعية من الطحينية. كان الماء في وعاء زجاجي واللبن الرائب في وعاء فخاري مرشوش فوقه النعنع.
التفت عمي الكبير لعمي الصغير وقال: «أرى أنه عليك أن تستشير مهندساً معمارياً.» جلس جدي باستقامة وقال: «بسم الله.»
جميعنا كنا نعلم أنه بعد بسم الله مادامت مائدة الطعام موجودة لايحق لأحد بالكلام. بعد العشاء فهمت أنَّ حديث الرجال كان حول المنزل الجديد الذي يقوم عمي ببناءه. قال والدي: «حمامات الكثير من البيوت القديمة لديهم مخرجين للماء؛ واحد من أجل الماء النظيف يجرّونه باتجاه الحديقة والآخر من أجل جرّ الماء الملوَّث بمواد التنظيف باتجاه الصرف الصحي، يعني هناك من فكر منذ القديم أن يتم ترشيد استهلاك الماء والتقليل من تلوّثه. أنتَ أيضاً يمكنك أن تستخدم هذه الطريقة في منزلك الجديد. وبالطبع عليكَ أن تعلِّم أطفالك طريقة استخدامها بشكل صحيح. ليس من الضروري أن يملؤوا جور الصرف الصحي بالماء أثناء الاستحمام. بالقليل من التكلفة الإضافية من أجل أنابيب الصرف الصحي وتعليم طريقة إدارة استهلاك الماء ستتمكن من تأمين ماء حديقة الفناء أيضاً؛ أنا مخالف لأحواض الاستحمام المعاصرة لأنه يمكنك أن تستحم ثلاث أو أربع مرات بالماء الذي تملأ به الحوض.»
يرسم أبي شيئاً ما على الورقة ويعطيها لعمي. أمسك ابن عمي يد أمه يترجاها أن تسمح لجميع الأولاد أن نبات هذه الليلة في منزل الجدة.
جدي الذي كان منتبهاً لكلام عمي وأبي ورجاء الأولاد من الأمهات قال: «إن كان الأولاد قد كتبوا وظائفهم ودرسوا دروسهم دعوهم يبقون أريد أن أوقظهم غداً صباحاً باكراً وآخذهم لرؤية القناة.» نظر لأبي وقال ضاحكاً: «لو يذهب أحدهم لرؤية القناة لمرة واحدة عن كثب لن يكون بحاجة أن تشرح له شيء.» ضحك الجميع.
قالت زوجة عمي: «والدي العزيز، هل هناك قناة في هذه الأنحاء؟! القنوات عادة فقط في الصحاري والفيافي!»
قال جدي ضاحكاً: «لقد بُني أساس حضارة هذا البلد منذ آلاف السنين على قناة.»
الکاتب: مهدی میرعظیمی
ترجمة: د. میساء جبر
کتاباً صفحویاً
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.