السيدة كمالي

كان الولد يتجادل مع أبيه فقال الوالد بهدوء: «بنيّ العزيز؛ اقبل بأنّك مقصِّر. لو أنك قمت بتنفيذ المراحل القانوينة بشكل صحيح لكانت مشاكلنا أقل بكثير.» قال الولد بصوت مرتجف بعد أن انتفخت عروقه من الغضب: «أبي؛ أنتَ أيضاً تعيد كلام هذا الرجل. أنا أقول أنني معفى. أنا لا أخضع للضريبة مطلقاً.»

بالرغم من هدوء الرجل العجوز ومحاولته إقناع الشاب عن طريق المنطق إلا أنَّ الشاب كان منفعلاً ويتكلم دون أن يدرك ما يقول. كانت السيدة كمالي على الطاولة التي بجانبي تكتب رسالة اعتراض وتلقي بين الحين والآخر نظرة على الأب وابنه وتحاول أن تبقي تركيزها على كتابة نص الرسالة.

تقدَّم الرجل العجوز وبدأ بالحديث مع مسؤول الضرائب. الشاب كذلك جاء باستياء ووقف بجانبنا. طلبت مني السيدة كمالي أن أقرأ نص الرسالة وأقوم بتوقيعها. سأل الشاب السيدة كمالي: «هل أنتِ محامية؟ لديَّ سؤال» أجابت السيدة كمالي: «لا. أنا المديرة المالية» قال الشاب: «مهما حاولت أن أشرح لهذا الرجل عبثاً حتى والدي لايفهم ما أقول، عملي معفى من الضرائب. باعتبارك المديرة هل يمكنكِ أن تقومي بالشرح لوالدي؟» قمت بالتوقيع على رسالة الاعتراض وسلّمتها للسيدة كمالي. اعتذرت السيدة كمالي من الشاب وذهبت لتسجّل الاعتراض. جاء رجل موقّر  يرتدي بدلة بنيّة اللون وجلس بجانبنا. التفت للشاب وقال بابتسامة: «كنتُ شاهداً على حواركم منذ الصباح فتذكّرتُ عن غير قصد قصة قديمة كان يحكيها والدي المرحوم لنا.»

أخرج من حقيبته كتيّباً بعنوان قوانين الضرائب. أعطى الكتيّب للشاب وقال: «كان هناك بجوار القرية كوخ لامرأة عجوز طيبة ووحيدة. كان الناس أحياناً يقدّمون لها الطعام أو اللباس كنذر وتقوم هي بالدعاء لهم. ذات يوم أحضر أحد شباب القرية وعاءً مليئاً بالزيت ليبيعه في المدينة.

ما إن اقترب من منزل السيدة العجوز حتى اقترب منه عدة ذئاب. خاف الشاب. رفع يديه وقال: يا رب لو تذهب هذه الذئاب دون أن تأكلني سأعطي هذا الزيت للعجوز.

من أجل الصدفة خاف الذئاب من صوت كلاب القرية وهربوا. نسي الشاب وعده وأخذ الزيت للمدينة وباعه واستمتع بماله واشترى لنفسه المتاع واللباس. في طريق العودة مرّ ثانية بكوخ السيدة العجوز، فحاصره الذئاب. أخذ الشاب يرتجف خوفاً وتذكّر ماكان قد وعد الله به.

فالتفت الشاب لكوخ العجوز وصرخ معترضاً: «وهل أحضرتِ إناءً ولم أقم بسكب الزيت لكِ؟»

لم نتمكن من السيطرة على ضحكتنا. السيدة كمالي أيضاً كانت قد وقفت تستمع للقصة.

قالت ضاحكة: «إحدى أهم مهامنا أنّ نقوم بإظهار الملف الجبائي في الموعد القانوني. الملف الجبائي يشبه ذلك الوعاء. خذ وعاءك لتتمكن من الحصول على الزيت. من لايقوم بتسليم ملفه الجبائي في الموعد القانوني لشؤون الضرائب لايمكنه أن يستفيد من التسهيلات والإعفاءات الضريبية!»

نادى الرجل العجوز على ابنه وقال: «أحضر ثبوتياتك ليبحوثوا فيها ويروا كيف يمكنهم مساعدتك عن طريق القانون.».

استدارت السيدة كمالي باتجاه الشاب وقالت: «صحيح؛ آخر موعد لتسليم الملف الجبائي بالنسبة لك باعتبارك من الأشخاص الطبيعين حتى آخر شهر حزيران.»

 

الکاتب: مهدی میرعظیمی

ترجمة: د. میساء جبر

کتاباً صفحویاً



   نظرات
دیدگاه های ارسال شده توسط شما، پس از تایید مدیر سایت در وب سایت منتشر خواهد شد.
پیام هایی که حاوی تهمت یا افترا باشد منتشر نخواهد شد.
پیام هایی که به غیر از زبان فارسی یا غیر مرتبط با خبر باشد منتشر نخواهد شد.